الوجود يتكوّن من العقل والجسم والبيئة المستمرة معهما.

حافظت الأجسام مثل الحجارة والإبداعات التي صنعها الإنسان حتى الآن على بنية مستقرة بمفردها. ولكن الحياة مختلفة. فبينما الحجر يمكن أن يستمر في الوجود في صندوق مغلق محجوب عن العالم الخارجي، فإن الحياة قد تتوقف عن الوجود.

الحياة هي مثل الدوامة التي تولد في المحيط. تتشكّل الدوامة وتوجد في تدفق المادة، وحدود وجودها غامضة.  

وعلى الرغم من أنّ الدوامة ثابتة، إلاّ أنّها تتحرّك وتنتفخ باستمرار على غرار شكل قوي من أشكال الحياة. ولا يمكن للدوامة الحفاظ على بنية مستقرة بمفردها؛ إذ تنشأ وتدوم بواسطة الماء الذي يتدفق باستمرار إلى الداخل والخارج.

ويسري الشيء نفسه على الحياة. فالحياة تستهلك المادة الخارجية والطاقة كغذاء وتتخلّص منهما، فتحافظ على هيكلها المنظّم مع تبدّد الطاقة. وبعبارة أخرى، الحياة ليست موجودة في حدّ ذاتها، ولكن البيئة المستمرة معها تحافظ على هيكلها. 

فالحياة هي ظاهرة خارقة تنبثق من تدفق في عالم مفتوح. ومثل دوامة المحيط، فإن الحياة عبارة عن وجود ذي حدود غامضة في استمرارية لانهائية.

إن البقاء على قيد الحياة هو رفض الانفصال عن العالم، وتبديد الطاقة فيه باستمرار.